
🇩🇿 دعوة لترسيم ملتقى الذاكرة ،تكريم رموز نوفمبر الخالد
اختُتمت مساء الثلاثاء فعاليات الملتقى الوطني التاريخي “على خطى البيان”، الذي احتضنته ولايتا البويرة وتيزي وزو على مدار يومين، تحت شعار “بيان أول نوفمبر: دستور الثورة.. ميلاد الحرية”، وذلك في إطار الاحتفالات الرسمية المخلّدة للذكرى الـ71 لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة.
وشهد الملتقى أجواء مفعمة بالوطنية، بحضور شخصيات ثورية ووطنية وهيئات رسمية وطلبة جامعيين وممثلي المجتمع المدني، الذين استحضروا عبق التاريخ وأمجاد الثورة التحريرية المباركة.
محطة وطنية لتجديد العهد مع الذاكرة
نُظّم الملتقى من قبل جمعية نشاطات السلام الثقافية بالتنسيق مع المركز الثقافي رخوان عيسى بالأخضرية وجمعية مشعل الشهيد، وبمشاركة مديريات الثقافة والمجاهدين وذوي الحقوق والشباب والرياضة.
وشكّل الحدث محطة وطنية بارزة لاستحضار دلالات بيان أول نوفمبر كوثيقة خالدة أعلنت ميلاد الحرية الجزائرية وبداية الكفاح المسلح ضد المستعمر.
تنوّعت الفعاليات بين ندوات تاريخية وشهادات حيّة لعائلات رمزية من مجموعة الستة مفجّري الثورة، إلى جانب عرض وثائقي قصير بعنوان “على خطى البيان” من توقيع الإعلامي خالد علواش، يوثّق اللحظات الدقيقة لصياغة ونسخ البيان التاريخي الذي غيّر مجرى التاريخ الوطني.
“درع الذاكرة” وتوصية بترسيم الملتقى
اختُتمت الأشغال بجملة من التوصيات الهامة، أبرزها ترسيم الملتقى الوطني “على خطى البيان” كموعد سنوي قارّ ضمن رزنامة النشاطات الوطنية، يُعنى بالتوثيق التاريخي ونشر قيم نوفمبر بين الأجيال.
كما تم الإعلان عن استحداث وسام “درع الذاكرة”، يُمنح سنويًا للشخصيات والهيئات الوطنية التي تسهم في صون الذاكرة التاريخية الجزائرية، تكريمًا لجهودها في حفظ التراث الوطني وخدمة الذاكرة الجماعية.
وشهد الحفل الختامي تكريم عدد من الشخصيات الوطنية، وتسليم درع الذاكرة 2025 لوالي ولاية البويرة عبد الكريم لعموري، عرفانًا بعطاءاته في حماية التراث وصون الذاكرة الوطنية.
زيارة رمزية إلى مهد البيان
تُوجت فعاليات الملتقى بزيارة رمزية ومؤثرة إلى قرية إيغيل إيمولا بولاية تيزي وزو، حيث رُقن وسُحب بيان أول نوفمبر 1954 بأيدي الشهيد الصحفي محمد العيشاوي.
هناك، استعاد المشاركون تفاصيل اللحظة التاريخية التي انطلقت منها أولى صيحات الاستقلال، وسط استقبال حار من لجنة القرية (ثاجمعت) وعائلة الشهيد محمد العيشاوي.
كما شملت الزيارة بيت المناضل بن رمضاني عمر، حيث رُقن البيان، ومنزل المناضل رابح إيدير، حيث تم نسخه وإخراجه في نسخته النهائية التي أعلنت ميلاد الجزائر الحرة المستقلة.
رسالة للأجيال
أجمع المشاركون على أن الملتقى مثّل محطة لتجديد العهد مع الذاكرة الوطنية وترسيخ روح نوفمبر في وجدان الشباب، مؤكدين أن بيان أول نوفمبر هو الدستور الأول للحرية والسيادة الجزائرية.
كما شدّد المنظمون على أهمية الاستمرار في المبادرات التوثيقية والتربوية التي تربط الأجيال بتاريخها وتغرس فيها قيم النضال والوفاء للوطن.
واختُتمت الفعاليات بقناعة راسخة أن بيان أول نوفمبر ليس مجرد وثيقة تاريخية، بل عهد متجدّد بين أجيال الجزائر، يضيء دربها نحو المستقبل، ويذكّر بأن الحرية التي وُلدت في نوفمبر 1954 ما تزال تنبض في ضمير الأمة الجزائرية.
تقرير عوفي نبيلة مراسلة دزاير نيوز



