حديقة لوبي-أوكاندا الوطنية: كنز طبيعي وثقافي في قلب الغابون
في عمق الغابون، يمتد أحد أبرز جواهرها الوطنية وأكثرها شهرة: حديقة لوبي-أوكاندا الوطنية. ورغم أنّها تأسست رسميًا سنة 2002، إلا أنّها كانت منذ زمن بعيد معترفًا بها كموئل استثنائي للتنوع البيولوجي، ما جعلها الأقدم والأكثر شهرة بين الحدائق الوطنية في البلاد. وعلى مساحة تتجاوز خمسة آلاف كيلومتر مربع، ترسم الحديقة لوحة طبيعية فريدة تجمع بين السهول العشبية الفسيحة والغابات الاستوائية الكثيفة، التي يشقها نهر أوغووي majestueux.
وقد أُدرجت الحديقة عام 2007 ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، ليس فقط لما تزخر به من ثراء بيئي، بل أيضًا لما تحتويه من إرث أثري استثنائي، يتمثل في نقوش صخرية وآثار قديمة توثّق آلاف السنين من الحضور البشري، لتشكل بذلك ذاكرة حية لإفريقيا الوسطى.
ورغم محدودية الإمكانيات، تواصل فرق هيئة الحدائق الوطنية في الغابون جهودها الدؤوبة لحماية هذا الملاذ الطبيعي والثقافي من تهديدات متنامية، أبرزها الصيد الجائر، والاستغلال غير الشرعي للغابات، وضغط النمو الديمغرافي. وتتمثل مهمتها في صون سلامة نظام بيئي حيوي يحتضن كائنات مميزة، منها أفيال الغابات والغوريلا والمندريل، فضلًا عن طيف واسع من الطيور النادرة.
إنّ حديقة لوبي-أوكاندا الوطنية تجسّد بامتياز التوازن الهش بين حماية الطبيعة وصون التراث الثقافي، مؤكدةً الدور المحوري للغابون في الحفاظ على تنوع الحياة على كوكب الأرض.
مايا ب
