
جامعة سكيكدة تحتضن يومًا دراسيًا رائدًا حول تنمية الفكر المقاولاتي لدى الطفل: نحو صناعة جيل مبادر ومبتكر
في مبادرة علمية لافتة، احتضنت جامعة 20 أوت 1955 بسكيكدة يومًا دراسيًا وطنيًا موسومًا بـ: “تنمية الفكر المقاولاتي لدى الطفل: رهانات الحاضر واستراتيجيات المستقبل”، بحضور كوكبة من الأساتذة والخبراء والباحثين، إلى جانب فعاليات من المجتمع المدني وممثلي القطاع التربوي، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى ترسيخ ثقافة المقاولة في البنية الذهنية للأطفال منذ المراحل الأولى من التنشئة.
وقد افتُتحت أشغال هذا اليوم الدراسي بكلمة ترحيبية للسيد مدير الجامعة، الذي ثمّن مبادرة تنظيم هذا اللقاء العلمي المتميّز، مؤكدًا أن الجامعة، بصفتها قطبًا علميًا ومعرفيًا، مدعوة إلى الاضطلاع بدور محوري في تحفيز الإبداع والمبادرة في نفوس النشء، لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة التي تفرض ضرورة الانتقال من ثقافة التوظيف إلى ثقافة الريادة والمبادرة.
وتناولت المداخلات العلمية المقدّمة جملة من المحاور النظرية والتطبيقية، من بينها: أسس بناء الفكر المقاولاتي في البيئة التربوية، دور المناهج الدراسية في تحفيز الحس الابتكاري لدى الطفل، استراتيجيات التنشئة الاجتماعية الداعمة للريادة، ومقاربات علم النفس التنموي في تعزيز السلوك المقاولاتي. كما قدّم عدد من المشاركين تجارب محلية ودولية ناجحة في مجال التعليم المقاولاتي المبكر، مبرزين أهمية الاستثمار في ملكات الطفل الإبداعية وتنمية حسه بالمبادرة منذ الصغر.
وفي تصريح خاص، أكدت إحدى الباحثات المشاركات أن “غرس الروح المقاولاتية في الطفل هو غرس لبذور مجتمع منتج ومتحرر من قيود التبعية الاقتصادية”، مشددة على ضرورة تكاتف الجهود بين الجامعة والمدرسة والأسرة من أجل تأسيس مقاربات متكاملة تدعم هذا المسار.
وقد شهد اليوم الدراسي تنظيم ورشات تفاعلية لفائدة طلبة علوم التربية والعلوم الاقتصادية، تناولت كيفية تصميم برامج تربوية موجّهة لتنمية المهارات الريادية، إلى جانب تقديم مقترحات عملية لدمج الفكر المقاولاتي في المشاريع التربوية للطفولة المبكرة.
واختُتمت أشغال اليوم الدراسي بجملة من التوصيات أبرزها: إدماج مفاهيم الريادة في المناهج التعليمية، تكوين المربين في مجال تنمية المبادرة لدى الطفل، وتكثيف الشراكات بين الجامعة والمؤسسات التربوية والاقتصادية من أجل تجسيد مشاريع تطبيقية في الميدان.
ويأتي هذا الحدث ليؤكد من جديد أن بناء اقتصاد وطني قائم على المعرفة والابتكار لا يمكن أن يتحقق إلا بتنشئة جيل جديد يؤمن بثقافة التحدي ويملك أدوات المبادرة… جيلٍ يبدأ الحلم صغيرًا، لكنه يفكّر منذ الآن كيف يكون رائدًا في الغد.
فوزي.ب.ا




