
يشكو سكان أحياء عبان رمضان، صالح الذيب، وبن خليل التابعة لبلدية الدار البيضاء من غياب مؤسسة ثانوية داخل محيطهم السكني، وهو غياب طال أمده حتى صار هاجسًا يوميًا يقضّ مضجع الأولياء والتلاميذ على حدّ سواء.
فمنذ سنوات، يضطر أكثر من 350 تلميذًا وتلميذة إلى قطع مسافات طويلة نحو مؤسسات تقع في أحياء بعيدة، تزيد أحيانًا عن 12 كيلومترًا ذهابًا وإيابًا. رحلة يومية شاقة تبدأ مع بزوغ الفجر وتنتهي عند الظهيرة، تاركة الأطفال منهكين وجائعين في غياب خدمات الإطعام المدرسي، مما يجعل التحصيل العلمي مهمة شبه مستحيلة في ظل الإرهاق المستمر.
ويؤكد أولياء التلاميذ أن هذا الوضع يمسّ بحق أبنائهم في التعليم في ظروف إنسانية وتربوية لائقة، معتبرين أن ما يحدث “إجحاف في حق الطفولة” أكثر منه مجرد نقائص في التمدرس.
وفي خضم هذا التذمر، أعلنت المؤسسة الجزائرية لحقوق الإنسان والمنظمة الجزائرية للشباب ومنظمة لقاء شباب الجزائر – الدار البيضاء تضامنها المطلق مع سكان هذه الأحياء، داعية إلى الإسراع في إنشاء ثانوية أو على الأقل ملحقة ثانوية بحي عبان رمضان، نظرًا للكثافة السكانية المتزايدة والتوسع العمراني الذي يعرفه القطاع.
وفي تصريح للأمين العام للمنظمة الجزائرية للشباب السيد امحمد عيسات، عبّر عن استيائه من استمرار هذا الوضع قائلاً:
> “لا يعقل أن يقطع تلميذ في عمر الزهور عشرات الكيلومترات من أجل حقه الطبيعي في التعليم. مطلبنا بسيط وواضح: نريد مؤسسة تضمن بيئة تربوية آمنة لأبنائنا وتحفظ كرامتهم.”
من جهتهم، يجدد السكان نداءهم إلى السلطات الولائية ومديرية التربية لولاية الجزائر بضرورة إدراج المشروع ضمن الأولويات التنموية للمنطقة، مؤكدين أن إنشاء ثانوية سيكون خطوة استثنائية تعيد الثقة وتضع حدًّا لمعاناة يومية متكررة.
ويبقى السؤال المطروح بإلحاح:
إلى متى سيظل تلاميذ عبان رمضان وصالح الذيب وبن خليل يسلكون طريق العناء بحثًا عن حقٍّ بديهي اسمه التعليم القريب والآمن؟
فريد . ب


