
في مداخلة قوية خلال المؤتمر الدولي حول تمويل التنمية، دعا رئيس الجمهورية الجزائرية إلى إحداث نقلة نوعية في مسار تنفيذ السياسات التنموية على المستوى القاري، مشددًا على ضرورة الانتقال من التشخيص المتكرر إلى إطلاق مبادرات فعلية على أرض الواقع.
وأوضح الرئيس أن الجزائر تواصل التزامها الراسخ تجاه الاندماج الإفريقي من خلال مشاريع هيكلية كبرى، فضلاً عن الدور الفعّال الذي تضطلع به الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، والتي تموّل برامج حيوية في مجالات البنى التحتية، الصحة، التعليم والطاقة بعدد من الدول الإفريقية، برصيد مالي يقدّر بمليار دولار.
وأشار إلى أن الجزائر، بفضل سياسة مالية صارمة تعتمد على مواردها الذاتية، استطاعت التخلص كليًا من عبء المديونية الخارجية. وقدّم هذه التجربة كنموذج ناجح يمكن أن يشكل سندًا للدول الإفريقية المثقلة بالديون، والتي تعيق تطلعاتها نحو تحقيق تنمية مستدامة وشاملة.
واختتم رئيس الجمهورية كلمته بالتأكيد على ضرورة إعادة تشكيل منظومة التعاون الدولي على أسس أكثر عدلاً وإنصافًا، معتبرًا أن تحقيق الرفاه المشترك لم يعد خيارًا، بل مطلبًا إنسانيًا ملحًا، يفرض تقليص الفجوات بين الدول وتهيئة بيئة عالمية قادرة على التصدي للتحديات المتعاظمة التي تواجه البشرية.




