آخر الأخبارالرئيسيةدوليا
أخر الأخبار

تضامن جزائري ثابت وصادق

Spread the love

في مشهد يعكس عمق العلاقات التاريخية بين الجزائر والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويجسد القيم الإنسانية والمواقف الثابتة للدولة الجزائرية إزاء القضايا العادلة، قام وزير المجاهدين وذوي الحقوق، السيد العيد ربيقة، بتكليف من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بالتوجه إلى مقر سفارة إيران بالجزائر، حيث وقّع على سجل التعازي، على إثر الفاجعة الأليمة التي أودت بحياة عدد من القادة السامين والأساتذة والعلماء والمواطنين الأبرياء، نتيجة للعدوان الغاشم الذي شنه الكيان الصهيوني على الأراضي الإيرانية.

وقد دوّن السيد الوزير، خلال هذه المناسبة، كلمات تعزية صادقة باسم رئيس الجمهورية والشعب الجزائري، عبّر من خلالها عن مشاعر التضامن العميق مع الشعب الإيراني الشقيق، مؤكداً أن الجزائر، حكومة وشعباً، تقف إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا الظرف الأليم، وتدين بشدة مثل هذه الاعتداءات السافرة التي تستهدف أمن واستقرار الشعوب وتتنافى مع جميع الأعراف والمواثيق الدولية.

الحدث لم يكن مجرّد إجراء بروتوكولي، بل كان رسالة سياسية وأخلاقية بليغة، حملت في طياتها موقف الجزائر الثابت والرافض لكل أشكال العنف والعدوان، لا سيما تلك التي يمارسها الاحتلال الصهيوني بحق شعوب المنطقة، ضارباً بعرض الحائط الشرعية الدولية ومبادئ القانون الإنساني.

ويأتي هذا الموقف في سياق سلسلة من المبادرات والمواقف التي ما فتئت الجزائر تعبر من خلالها عن التزامها بمبادئ العدالة ونصرة المظلومين، إيماناً منها بأن صمت العالم عن مثل هذه الانتهاكات يكرّس منطق القوة ويقوّض السلم والأمن الدوليين.

لقد شكّلت هذه الخطوة تعبيراً عن أصالة الموقف الجزائري، المرتكز على التاريخ المشترك والنضال من أجل التحرر، وهي القيم التي ما تزال تشكل أساس السياسة الخارجية الجزائرية، في زمن باتت فيه المواقف النزيهة عملة نادرة في العلاقات الدولية.

إن الجزائر، وهي التي دفعت ثمناً غالياً من أجل نيل استقلالها، لا يمكنها أن تبقى صامتة إزاء محاولات المساس بسيادة الدول وكرامة الشعوب، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بعدوان يستهدف أرواح الأبرياء من العلماء والأساتذة والمواطنين، في انتهاك صارخ لكل المبادئ الإنسانية.

ويُسجَّل هذا الموقف النبيل للجزائر في خانة التلاحم العربي والإسلامي والدولي لمواجهة سياسة الهيمنة والعنف، وترسيخاً لمكانتها كصوت للضمير الحر في الساحة الدولية، ورمز للمواقف المبدئية في زمن المصالح المتقلبة.

إن العدوان الأخير على إيران، والذي أزهق أرواحاً بريئة، يُضاف إلى سجل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في أكثر من بقعة من العالم الإسلامي، من فلسطين إلى لبنان، مروراً بسوريا وإيران، وسط صمت دولي مريب، وتواطؤ ضمني من بعض القوى الكبرى.

في مقابل هذا الصمت، تُثبت الجزائر، مرة أخرى، أنها متمسكة بنهجها السيادي والمستقل، تقف مع الحق، وتنتصر للعدالة، وتدين العدوان، دون أن تخضع لحسابات سياسية أو ضغوط دولية.

هكذا عبّرت الجزائر عن نفسها: دولة ذات سيادة، ذات مواقف واضحة، لا تساوم في المبادئ، ولا تهادن في القضايا التي تمس كرامة الشعوب وأمنها وسيادتها.

ف. ب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى