
بغداد تحتضن القمة العربية وسط غياب خليجي لافت… وغزة تتصدر جدول الأعمال
اجتمع القادة العرب، اليوم في العاصمة العراقية بغداد، للمشاركة في قمة جامعة الدول العربية التي تُهيمن عليها بشكل كبير تطورات الحرب المستعرة في قطاع غزة. وتنعقد هذه القمة في أجواء إقليمية مشحونة، طغت عليها التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، وسط غياب ملحوظ لعدد من قادة دول الخليج، على خلفية الجولة الإقليمية المثيرة للجدل التي قام بها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وكان ترامب قد أثار عاصفة من الانتقادات بعد اقتراحه تحويل غزة إلى “ريفييرا” تحت وصاية أميركية، ما أعاد إشعال المخاوف في العالم العربي. ورداً على ذلك، كانت الدول العربية قد أقرّت في قمة سابقة عقدت بالقاهرة في مارس، خطة لإعادة إعمار القطاع الفلسطيني الذي أنهكته أكثر من 19 شهراً من الحرب.
تمثيل دبلوماسي قوي وغيابات مؤثرة
شهدت القمة حضوراً بارزاً للرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير دولة قطر. في المقابل، تغيب عن القمة قادة دول خليجية كبرى، في مقدمتهم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. أما سوريا، التي عادت مؤخرًا إلى الحظيرة الدبلوماسية العربية، فقد مثّلها وزير خارجيتها، نظراً لاعتراض العراق على مشاركة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرح، الذي لا يزال شخصية “جدلية” في الأوساط الإقليمية.
العراق، الذي يستضيف هذه القمة، يسعى لاستعادة موقعه كلاعب إقليمي فاعل بعد عقود من الحروب والصراعات. وقال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في كلمته الافتتاحية: “نحن لا نعيد بناء العراق فقط، بل نُسهم في رسم معالم شرق أوسط جديد”.
صندوق لإعادة إعمار غزة
جددت القمة دعمها للخطة التي أُقرت في قمة القاهرة، والتي تنص على إنشاء صندوق بقيمة 53 مليار دولار، يُخصص لإعادة إعمار قطاع غزة على مدى خمس سنوات. ومن المقرر أن يُدار هذا الصندوق في مرحلته الأولى من قبل لجنة من التكنوقراط الفلسطينيين، على أن تنتقل إدارته لاحقًا إلى السلطة الفلسطينية.
ومع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة إلى مستويات مأساوية، خصوصًا منذ فرض الحصار الكامل من قِبل الاحتلال في مطلع مارس، شدد وزير الخارجية العراقي على ضرورة تكاتف الجهود العربية لإرساء الاستقرار في المنطقة. من جهتها، عرضت مصر رؤيتها لمواجهة التحديات الجيوسياسية الراهنة، ودعم حلّ مستدام للقضية الفلسطينية.
وضمّت قائمة الضيوف الدوليين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي كانت بلاده قد اعترفت رسميًا بدولة فلسطين في عام 2024.