
الكوليرا تفتك بخرطوم الجراح
يواصل السودان مواجهته لإحدى أسوأ الأزمات الصحية في تاريخه الحديث، حيث سجّلت السلطات الصحية يوم الأربعاء رقماً مفزعاً بلغ 1,375 إصابة جديدة بالكوليرا و23 حالة وفاة خلال 24 ساعة فقط في ولاية الخرطوم، وفق ما أوردته وسائل إعلام محلية يوم الجمعة.
وأكد محمد التجاني، مدير إدارة الطوارئ ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة الولائية، أن “عدد الحالات المبلّغ عنها يشهد ارتفاعاً لافتاً”، محذراً من تطور خطير في مسار الوباء.
ويخضع حالياً أكثر من 1,100 مصاب للعلاج في مراكز العزل التي أعيد تفعيلها لمجابهة التفشي المتسارع. ورغم تسجيل انخفاض طفيف في نسبة الوفيات بفضل سرعة التدخلات الطبية، إلا أن مستوى الإصابات لا يزال يثير القلق.
وللتصدي لهذا الوضع الطارئ، فعّلت الجهات الصحية مراكز جديدة للعزل إلى جانب أربعة مراكز إيواء إضافية في أكثر المناطق تضرراً، بهدف تسريع عملية التشخيص والعلاج، والحدّ من الخسائر في الأرواح.
منذ أغسطس 2024، أُعلن الكوليرا وباءً قومياً في السودان، بعد أن تجاوز إجمالي الإصابات 60,993 حالة، بينما بلغ عدد الوفيات 1,632، حسب آخر بيانات وزارة الصحة.
وتتعقّد الأزمة بفعل النزاع المسلّح المستمر منذ أبريل 2023 بين القوات النظامية وقوات الدعم السريع، ما أفضى إلى تدمير واسع للبنية التحتية، وعلى رأسها قطاع الصحة الذي كان يعاني هشاشة مزمنة حتى قبل الحرب.
دمار المستشفيات، صعوبة الوصول إلى الرعاية، وانقطاع إمدادات المياه النقية والأدوية؛ كلها عوامل ساهمت في اتساع رقعة انتشار هذا الداء المائي، القابل للوقاية، لكنه فتاك في حال غياب العلاج السريع.
ف. ب