
بعد ثلاث سنوات من مفاوضات مضنية، سجّلت الأمم المتحدة يوم الجمعة 20 يونيو 2025 خطوة بيئية فارقة، تمثّلت في إنشاء لجنة علمية دولية مختصة بمكافحة التلوث والنفايات والمواد السامة، وذلك خلال اجتماع الدول الأعضاء في الأوروغواي، تحت إشراف برنامج الأمم المتحدة للبيئة (PNUE).
وتستلهم اللجنة الجديدة مرجعيتها من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (GIEC)، حيث ستتولى مهمة تقديم بيانات موثوقة، وتحليلات مستقلة، وتوصيات دقيقة للحكومات، بغرض ضبط التأثيرات البيئية الناجمة عن الأنشطة البشرية. وستغطي اللجنة مجالات التلوث الهوائي والمائي والتربة والنفايات، والتي باتت تُعدّ طوارئ بيئية كبرى إلى جانب أزمة المناخ وانهيار التنوع البيولوجي.
كما ستعمل اللجنة على تقييم حجم التلوث عالميًا، ورصد الثغرات المعرفية، واقتراح سيناريوهات استباقية للتعامل مع التهديدات البيئية المستقبلية. وسيُراعى في تشكيلها التمثيل الجغرافي العادل، بما يشمل علماء من مختلف القارات، خاصة من إفريقيا التي تواجه تحديات حادة في ما يتعلق بالنفايات السامة والتلوث الصناعي.
ولا تقتصر أهمية هذه المبادرة على بعدها البيئي، بل تمثّل فرصة استراتيجية للدول الإفريقية لتعزيز حضورها في النقاشات الدولية حول العدالة البيئية، والاستفادة من الدعم العلمي في مواجهة تعقيدات إدارة النفايات، والحدّ من استيراد المواد السامة، وحماية النظم البيئية.
وتكشف الأرقام عن خطورة الوضع، إذ تشير The Lancet إلى أن التلوث يتسبب في نحو تسعة ملايين وفاة مبكرة سنويًا حول العالم، فيما تتوقع الأمم المتحدة أن تصل كمية النفايات الحضرية الصلبة إلى 3.8 مليارات طن سنويًا بحلول عام 2050.