آخر الأخبارالرئيسيةدوليامتفرقاتمجتمعمحلياتوطنيايحدث اليوم
أخر الأخبار

الجزائر وتعزيز الأمن الإقليمي

عهد الرئيس تبون

Spread the love

الجزائر وتعزيز الأمن الإقليمي
عهد الرئيس تبون

منذ استقلالها في عام 1962.. كانت الجزائر دائمًا دولة محورية في المنطقة المغاربية والإفريقية، حيث ساهمت بشكل بارز في مسارات السلام والاستقرار الإقليمي. مع تولي الرئيس عبد المجيد تبون منصب الرئاسة في ديسمبر 2019، استمرت الجزائر في الحفاظ على دورها القيادي في تعزيز الأمن الإقليمي، خاصة في سياق الأزمات المتزايدة في منطقة الساحل والصحراء والشرق الأوسط. الجزائر تتبنى سياسة الدبلوماسية النشطة والمبنية على الاستقرار و الحوار، حيث تسعى إلى مواجهة التحديات الأمنية من خلال التعاون مع جيرانها والدول الكبرى، إضافة إلى العمل على مكافحة الإرهاب.. ومنع التوترات الإقليمية. في هذا المقال، سنتناول دور الجزائر في تعزيز الأمن الإقليمي في عهد الرئيس تبون، وسنركز على أهم القضايا الأمنية التي تهم الجزائر والدور الذي تلعبه في حلها.

1. الجزائر والأمن في منطقة الساحل

منطقة الساحل والصحراء تعتبر واحدة من أكثر المناطق تعرضًا للتحديات الأمنية في إفريقيا، حيث يعاني العديد من الدول مثل مالي و النيجر و بوركينا فاسو من انتشار الجماعات الإرهابية المرتبطة بـ القاعدة و داعش، فضلاً عن المشاكل الاجتماعية والسياسية التي تؤثر على استقرار المنطقة. الجزائر، باعتبارها دولة محورية في هذه المنطقة، تبذل جهودًا كبيرة لتعزيز الأمن الإقليمي من خلال التعاون الأمني و التنسيق الاستخباراتي مع جيرانها في إطار عدة آليات، مثل مجموعة الـ5 للساحل و الاتحاد الإفريقي.

أ. مجموعة الـ5 للساحل

الجزائر تدعم بشكل قوي مجموعة الـ5 للساحل (G5)، وهي تحالف أمني يضم كل من مالي، النيجر، تشاد، موريتانيا و بوركينا فاسو. في عهد تبون، أكدت الجزائر على ضرورة دعم هذا التحالف في مكافحة الإرهاب و تهريب المخدرات و التهريب العابر للحدود، إلى جانب العمل على تعزيز التنسيق الأمني بين الدول الأعضاء. الجزائر تساهم في جهود مكافحة الجماعات المسلحة التي تهدد أمن المنطقة من خلال تقديم الدعم الاستخباراتي والتدريب العسكري للدول المعنية.

ب. مكافحة الإرهاب

الجزائر كانت ولا تزال في طليعة الجهود الدولية والإقليمية لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل. تبون يعزز من التعاون مع دول الساحل في مجال الأمن السيبراني و مكافحة التطرف، بالإضافة إلى تعزيز القدرات العسكرية لمواجهة التهديدات الإرهابية. الجزائر تمتلك خبرة واسعة في مكافحة الإرهاب منذ سنوات التسعينيات، وهو ما يجعلها لاعبًا رئيسيًا في عمليات التنسيق الأمني في المنطقة.

2. الجزائر والأمن في منطقة المغرب العربي

تعد منطقة المغرب العربي من أكثر المناطق التي تشهد توترات بين الدول المجاورة، خصوصًا فيما يتعلق بـ الخلافات الحدودية و قضية الصحراء الغربية. الجزائر، باعتبارها دولة رائدة في هذه المنطقة، تسعى إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي وتعزيز التعاون بين دول المغرب العربي لمواجهة التحديات المشتركة.

أ. قضية الصحراء الغربية

الجزائر تواصل دعم حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية، وهي ترفض السيادة المغربية على هذه المنطقة. هذا الموقف يظل أحد العوامل المؤثرة في العلاقات الجزائرية المغربية، لكنه في الوقت ذاته يمثل نقطة تحول في سياسة الجزائر التي تسعى إلى إيجاد حل سلمي للنزاع بناءً على قرارات الأمم المتحدة. الجزائر تشدد على أن السلام في المغرب العربي لا يمكن أن يتحقق دون حل عادل لقضية الصحراء الغربية.

ب. تعزيز التعاون الأمني بين دول المغرب العربي

على الرغم من التوترات القائمة مع المغرب، فإن الجزائر لا تزال تدعو إلى التعاون الأمني بين دول المغرب العربي، بما في ذلك تونس و ليبيا. الجزائر ترى أن هناك حاجة ماسة لتنسيق الجهود الإقليمية لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة مثل الإرهاب، الهجرة غير الشرعية، و التهريب. وقد أكدت الجزائر مرارًا على أهمية إنشاء منظومة أمنية مغاربية تعمل على تعزيز الاستقرار الاقتصادي والسياسي في المنطقة.

3. الجزائر في مواجهة التحديات الأمنية في الشرق الأوسط

في عهد تبون، تعمل الجزائر على تعزيز دورها الأمني في الشرق الأوسط، وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب.. و حل النزاعات. الجزائر تتمتع بعلاقات قوية مع العديد من الدول في المنطقة.. وتعمل على موازنة علاقاتها بين القوى الكبرى في المنطقة مثل إيران والسعودية ومصر… بما يضمن استقرار المنطقة.

أ. الأزمة السورية

الجزائر تواصل التأكيد على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية بعيدًا عن التدخلات العسكرية الأجنبية. الجزائر ترفض التدخلات الخارجية في شؤون سوريا، وتدعو إلى الحوار الوطني بين جميع الأطراف السورية، بما يضمن وحدة الأراضي السورية و استقرارها. الجزائر كانت قد طرحت في العديد من المناسبات ضرورة العمل على إعادة إعمار سوريا بعد حل النزاع.

ب. الملف اليمني

فيما يخص الأزمة اليمنية، تتبنى الجزائر سياسة الحياد الإيجابي، داعية إلى ضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة بعيدًا عن التصعيد العسكري. الجزائر تتعاون مع الجامعة العربية و الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق شامل يعيد السلام إلى اليمن ويحفظ وحدته وسيادته.

4. الجزائر والأمن في البحر الأبيض المتوسط

إلى جانب تحديات الأمن الإقليمي في إفريقيا والشرق الأوسط، تواصل الجزائر تعزيز حضورها الأمني في المنطقة المتوسطية، حيث تشترك مع دول الاتحاد الأوروبي و دول الجوار الإفريقي في قضايا مثل مكافحة الهجرة غير الشرعية، و الاتجار بالبشر، و التلوث البيئي.

أ. مكافحة الهجرة غير الشرعية

الجزائر تسهم في جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية من خلال التعاون مع دول الاتحاد الأوروبي، حيث تشارك في العمليات الأمنية لمكافحة شبكات تهريب البشر. الجزائر تبذل جهودًا كبيرة لتأمين حدودها الجنوبية، التي تعد نقطة انطلاق رئيسية للهجرة غير الشرعية نحو أوروبا.

ب. التعاون الأمني مع الاتحاد الأوروبي

الجزائر تحافظ على علاقات أمنية متينة مع الاتحاد الأوروبي، حيث تسعى إلى تعزيز التعاون الاستخباراتي لمكافحة الإرهاب، والجريمة المنظمة، والتهريب عبر البحر الأبيض المتوسط.

من خلال سياستها الخارجية النشطة، تواصل الجزائر تعزيز دورها في تعزيز الأمن الإقليمي في منطقة الساحل والصحراء و المغرب العربي و الشرق الأوسط. الرئيس تبون يتبنى سياسة الدبلوماسية الوقائية، التي تهدف إلى تجنب التصعيد.. وتعزيز الاستقرار من خلال التعاون الأمني متعدد الأطراف. الجزائر تسعى إلى أن تكون شريكًا رئيسيًا في مواجهة التحديات الأمنية العالمية والإقليمية.. وتعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة، مما يجعلها قوة مؤثرة في منظومة الأمن الإقليمي والدولي.

أنيسة براهنة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى