الجزائر تنضم رسميًا إلى بنك “البريكس” للتنمية: خطوة استراتيجية نحو تموضع اقتصادي عالمي جديد
في تحول نوعي يحمل أبعادًا استراتيجية كبرى، أعلنت الجزائر، يوم 19 ماي 2025، انضمامها الرسمي إلى “البنك الجديد للتنمية” التابع لتكتل دول البريكس، في خطوة تعزز تموقعها الاقتصادي على الساحة الدولية وتؤكد سعيها نحو تنويع شراكاتها المالية والتنموية.
وقد جرت مراسم الانضمام في العاصمة البرازيلية برازيليا، حيث سلّم السفير الجزائري سعادة السيد عبد العزيز بن علي شريف، وثيقة الانضمام الرسمية إلى نظيره البرازيلي، ممثل بلاده لدى مجموعة البريكس، إيذانًا بانضمام الجزائر إلى هذه المؤسسة المالية التي أُسّست سنة 2015 من قبل كل من البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا.
وفي بيان رسمي، رحّبت رئيسة البنك الجديد للتنمية، السيدة ديلما روسيف، بانضمام الجزائر، مشيدةً بمكانتها المحورية في شمال إفريقيا وبإمكاناتها الاقتصادية الواعدة. ولفتت إلى أن ثرواتها الطبيعية، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي، ونموها الاقتصادي المتسارع، تشكل مقومات مثالية تتيح للبنك دعم مشاريع تنموية كبرى ذات أثر إقليمي وعالمي.
ويمثل هذا الانضمام نافذة تمويل جديدة لمشاريع جزائرية طموحة في مجالات البنية التحتية والطاقة والنقل والتنمية المستدامة، كما يندرج ضمن مسار أوسع لتعزيز التعاون جنوب-جنوب، الذي تراه الجزائر ركيزة أساسية لإعادة رسم خارطة الشراكات الاقتصادية الدولية بعيدًا عن الهيمنة التقليدية.
بهذه الخطوة، تؤكد الجزائر رغبتها في لعب دور فاعل في منظومات الحوكمة الاقتصادية البديلة، والمساهمة في بناء نظام مالي عالمي أكثر توازنًا وإنصافًا، يعكس مصالح الدول النامية وتطلعاتها نحو التنمية المستقلة والشراكة المتكافئة.
الهيئة التحريرية
