آخر الأخبارالرئيسيةدولياوطنيا
أخر الأخبار

الجزائر تقود التحول الطاقوي الإفريقي

Spread the love

في كلمته الموجهة إلى المشاركين في القمة الـ17 للأعمال بين الولايات المتحدة وإفريقيا، المنعقدة بالعاصمة الأنغولية لواندا من 23 إلى 27 جوان 2025، جدد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون التزام الجزائر الثابت بدعم وتعزيز التعاون الطاقوي الإفريقي، داعيًا إلى شراكات استراتيجية تضع ثروات القارة في خدمة التنمية المستدامة لشعوبها.

وقد أُلقيت الكلمة نيابة عن رئيس الجمهورية من قبل وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، خلال الجلسة العامة رفيعة المستوى التي نظمت تحت شعار: “تعزيز الشراكات الطاقوية بين إفريقيا والولايات المتحدة: من الحوار إلى التنفيذ”، بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات، ووزراء، وصناع القرار، وكبار مسؤولي الشركات الطاقوية الإفريقية والأمريكية.

أكد الرئيس تبون أن القارة الإفريقية تزخر بإمكانات هائلة في مجال الطاقة التقليدية والمتجددة، مبرزًا أن إفريقيا تضم ما بين 125 و130 مليار برميل من احتياطي النفط (أي ما يمثل 7 إلى 9% من الاحتياطي العالمي)، وأكثر من 17 ألف مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي (ما يعادل 13% من الاحتياطات العالمية). وأضاف أن 40% من الاكتشافات العالمية للغاز بين 2010 و2020 كانت في إفريقيا.

وعلى صعيد الطاقات المتجددة، أشار إلى مفارقة لافتة، إذ تمتلك إفريقيا 60% من الإمكانيات الشمسية على مستوى العالم، ويمكن لقدراتها الطاقوية النظيفة أن تفوق احتياجاتها من الكهرباء بألف مرة في أفق عام 2040، إلا أن مساهمتها لا تتعدى حاليًا 3% من الإنتاج العالمي للطاقات المتجددة.

وسلط الرئيس تبون الضوء على الدور الريادي الذي تضطلع به الجزائر في مجال التكامل الطاقوي القاري، مشيرًا إلى مشاريع كبرى منها أنبوب الغاز العابر للصحراء، ومخططات الربط الكهربائي الإقليمي، وبرامج تطوير الطاقات المتجددة، والخطة الوطنية للهيدروجين الأخضر. وأوضح أن هذه المشاريع تسعى إلى تموقع الجزائر كمصدر رئيسي للطاقة النظيفة نحو إفريقيا وأوروبا.

وفي هذا الإطار، أبرز أهمية منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية (ZLECAf) في تسهيل تدفق الاستثمارات العابرة للحدود، مؤكّدًا أن الغاز الطبيعي سيظل حجر زاوية في عملية التحول الطاقوي في إفريقيا على المدى القريب والمتوسط.

وفي جانب آخر من كلمته، دعا رئيس الجمهورية إلى تعبئة تمويلات كبيرة ومتنوعة لتلبية الحاجيات الاستثمارية الضخمة للقارة في مجال الطاقة، معتبرًا أن الإمكانيات المتوفرة حاليًا غير كافية رغم الالتزامات الدولية المعلنة.

واقترح تبون جملة من الآليات لإنجاح الشراكة الإفريقية–الأمريكية، تشمل تعزيز الاستثمار، وتكثيف نقل التكنولوجيا، والتكوين، والبحث المشترك، مع تعميق التكامل الإقليمي. كما جدد استعداد الجزائر لوضع خبرتها التقنية في خدمة الدول الإفريقية الشقيقة.

وأشاد رئيس الجمهورية بتنظيم أنغولا لهذه القمة بالتزامن مع احتفالها بالذكرى الـ50 لاستقلالها وترؤسها للاتحاد الإفريقي، واصفًا الحدث بمحطة مفصلية في مسار العلاقات الطاقوية بين إفريقيا والولايات المتحدة، تنقل هذه الأخيرة من مستوى النوايا إلى مرحلة العمل الميداني الملموس.

وقد شهدت الجلسة الافتتاحية للقمة، المنظمة تحت شعار: “مسارات الازدهار: رؤية مشتركة للشراكة بين الولايات المتحدة وإفريقيا”، مشاركة الرئيس الأنغولي جواو لورينسو الذي ترأس فعالياتها.

ويمثل الجزائر في هذا الحدث وزير الدولة محمد عرقاب على رأس وفد رفيع يضم كلاً من كاتبة الدولة المكلفة بالشؤون الإفريقية، سلمى بخطة منصوري، وعددًا من كبار مسؤولي وزارتي الطاقة والشؤون الخارجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى