الجزائر ترسُم رؤيتها الساحلية
احتفاءً بيوم إفريقيا المصادف لـ25 ماي، احتضنت الجزائر ندوة وطنية رفيعة المستوى تحت عنوان: “الساحل الإفريقي: تحديات الأمن والتنمية في ظل التنافسات الجيوسياسية”، نظّمها الجيش الوطني الشعبي عبر أركانه العامة، بإشراف مباشر من الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الوزير المكلّف بوزارة الدفاع الوطني.
وشهدت الندوة التي احتضنها النادي الوطني للجيش حضور أعلى سلطات الدولة، من رئيسي غرفتي البرلمان، والوزير الأول، إلى جانب وزراء وأعضاء في الحكومة، وإطارات عسكرية سامية، فضلاً عن أكاديميين وخبراء وصحفيين.
وفي كلمته الافتتاحية، جدّد الفريق أول شنقريحة التزام الجزائر الثابت بخدمة الاستقرار الإقليمي، والدعوة إلى الحلول السلمية للأزمات في احترام صارم لسيادة الدول. كما أبرز الدور الاستراتيجي الذي تضطلع به الجزائر في منطقة الساحل والصحراء، خصوصًا عبر آلية لجنة الأركان العملياتية المشتركة (CEMOC)، وجهودها المستمرة في مجالات التعاون الأمني، والتكوين العسكري، ودعم مسارات التنمية.
وأكد الفريق أول أن “الجزائر تظلّ فاعلاً محورياً في أمن الساحل”، مشدّداً على ضرورة ترسيخ ثقافة الحوار والتضامن الإقليمي في مواجهة التهديدات المتنامية التي تطوق المنطقة.
ومن أبرز محطات الندوة، كانت مداخلة وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف، الذي افتتح الجلسات بمحاضرة استراتيجية تناولت مقاربة شاملة لضمان الأمن والاستقرار والتنمية في فضاء الساحل، مشيدًا باختيار موضوع الندوة واعتباره منسجماً مع تطلعات الشعوب الإفريقية نحو الوحدة والسلم والازدهار.
كما ساهمت شخصيات وازنة في إثراء النقاش، على غرار مالكة سلمى حدّادي نائبة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وعبيد حلّوز مدير الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي، ومحمد عمرون رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة.
واختُتمت الندوة بجملة من التوصيات الرامية إلى تعزيز الآليات الإفريقية للتعاون الأمني والتنمية، في ظل تحولات المشهد الجيوسياسي الإقليمي.
فريد . ب
