تعيش العاصمة الجزائرية على وقع أنغام القارة الإفريقية مع انطلاق فعاليات النسخة الثامنة من المهرجان الثقافي الدولي “الصيف بالموسيقى”، الذي احتضنه، مساء الخميس، المسرح المفتوح “الكازيف” بسيدي فرج. ويُقام هذا الحدث الفني تحت شعار “إيقاع بلا حدود”، ليشكل فضاءً موسيقيًا عابرًا للثقافات، يجمع نخبة من الفنانين من مختلف أرجاء القارة الإفريقية ومن خارجها.
استُهلّت السهرة الافتتاحية بعرض ساحر قدّمه فريق “ريمل” من بشار، الذي أبحر بالجمهور في عوالم موسيقى الساورة، حيث عبق التراث الغنائي للجنوب الغربي الجزائري. تلاه صعود الفنان الصاعد مح ميلانو من العاصمة، أحد أبرز وجوه النمط “الزنقاوي”، الذي استلهم من نبض الحياة اليومية لغة موسيقية خاصة، تميّزت بقوة حضورها وجاذبية رسائلها الاجتماعية.
وقد أشرفت على حفل الافتتاح السيدة يمينة بن داود، مديرة الثقافة والفنون لولاية الجزائر، ممثلةً لوزير الثقافة والفنون، السيد زهير بالعلو، في أجواء احتفالية أعلنت عن انطلاق برنامج ثري يمتد إلى غاية الرابع عشر من أوت.
وتستضيف دورة 2025 فنانين من الجزائر وتونس وغينيا وغانا وتوغو وسيراليون، بالإضافة إلى أسماء لامعة من بلدان إفريقية أخرى. ومن بين أبرز المشاركين: جليل باليرمو، الشاب حميدو، محمد علاوة، سليم الشاوي، فرقة “تيكوباوين” التارڨية، إلى جانب فنانين أفارقة مثل روتس آرثر (كوت ديفوار)، ميس كالا (غينيا)، هينغا ذا فينوم (سيراليون)، وميزوان (تونس).
ويطمح المهرجان، من خلال مزج أنماط موسيقية متنوعة كالرّاي، والموسيقى التارڨية، والجاز، والأفروبيت، وموسيقى العالم، والراب، إلى الاحتفاء بتعدّد التعبيرات الموسيقية الإفريقية والعالمية. حيث تشكّل كل سهرة، ابتداءً من العاشرة ليلاً، دعوة مفتوحة لاكتشاف الإبداع الموسيقي ومشاركة الفرح الثقافي.
ويُنظم هذا الحدث الفني من طرف محافظة المهرجان، بالتعاون مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام، وتحت إشراف وزارة الثقافة والفنون، في مسعى لترقية الإبداع الفني المعاصر، وتثمين التراث الموسيقي، وتعزيز التبادل الثقافي في الفضاء الإفريقي الرحب.
