
شهد الملتقى الدولي حول الجرائم الاستعمارية في فندق الاوراسي في يومه الثاني والاخير … دعوات أكاديمية وقانونية ونقابية قوية للاعتراف الكامل بالانتهاكات التي ارتكبتها القوى الاستعمارية، مع التأكيد على ضرورة استلهام تجربة الثورة الجزائرية كنموذج نضالي ضد الهيمنة والاحتلال.
أوضح الأستاذ حكيم بوغرارة، أستاذ بجامعة المدية، أن الإعلام يُعدّ أداة استراتيجية في كشف الجرائم الاستعمارية، خاصة التجارب النووية الفرنسية في الجزائر، مؤكدًا أن “في عصر الثورات الرقمية، بات الإعلام سلاحًا فعّالًا لنقل القضايا العادلة إلى المحافل الدولية، وتحريك الرأي العام، والضغط على الكيانات المسؤولة”.
من جهته، تناول أحمد نفاعي، الأمين العام للاتحاد العام للعمال الصحراويين، معاناة الشعب الصحراوي المستمرة منذ الحقبة الاستعمارية، مطالبًا الأمم المتحدة بـ”تسريع مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية عبر تنظيم استفتاء لتقرير المصير، وإلزام المغرب باحترام الشرعية الدولية”.
أما المحامية ورئيسة الشبكة الجزائرية لمناهضة محو الذاكرة الاستعمارية، فاطمة الزهراء بن براهم، فشدّدت على أن “الجرائم الاستعمارية ضد الإنسانية معترف بها ضمن القانون الدولي الإنساني والجنائي”، مشيرة إلى طابعها غير القابل للتقادم، وضرورة ملاحقة مرتكبيها قضائيًا، وطنيًا ودوليًا.
وفي السياق ذاته، أكّد الخبير في الأمن والشؤون الاستراتيجية، أحمد ميزاب، أهمية الذاكرة التاريخية في رسم معالم السياسة الخارجية، مستشهدًا بالجزائر كـ”واحدة من الدول القليلة التي حوّلت ماضيها الاستعماري إلى رافعة دبلوماسية فاعلة تخدم العدالة التاريخية”. كما لفت إلى أن هذا التموقع مكّن الجزائر من أداء دور الوسيط النزيه، القائم على أسس أخلاقية لا على اعتبارات انتهازية.
المنتدى أعاد تسليط الضوء على مسؤولية القوى الاستعمارية، وفتح نقاشًا متعدد الزوايا حول آليات توثيق الذاكرة ومرافعة الشعوب من أجل إنصافها.




