الاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين

الاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين
المكتب الوطني

بيان

يعرب الاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين عن استنكاره الشديد للتصريحات العدائية الصادرة عن وزير الداخلية الفرنسي، والتي لا تعدو كونها محاولة بائسة لإثارة التوتر وتأجيج الخلافات بين الجزائر وفرنسا. فادعاؤه بأن الجزائر هي من تهاجم باريس، بينما “فرنسا لا تريد الحرب”، ليس سوى مغالطة مكشوفة تهدف إلى تضليل الرأي العام وتأليب المواقف.

وإزاء هذه التصريحات المستفزة، يؤكد اتحاد الصحفيين الجزائريين أن الجزائر، بقيادتها الحكيمة ونهجها السيادي الصارم، تظل قادرة على مواجهة أي محاولات استفزازية، مدركةً أبعاد هذه المناورات التي لا تخدم سوى أجندات متجاوزة. كما يجدد الاتحاد رفضه القاطع لأي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية للجزائر، أو أي محاولات للابتزاز والمساومة، أياً كان مصدرها.

إن هذه الادعاءات المغرضة ليست سوى انعكاس لحالة التخبط والارتباك التي تعيشها بعض الأوساط في فرنسا، في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعصف بها. وإن الاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين يدعو السلطات الفرنسية إلى تبني نهج أكثر اتزاناً في التعامل مع الجزائر، والالتزام بمبادئ العلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون البناء.

من جهة أخرى، يثمن الاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين الجهود البرلمانية المبذولة من مختلف الأحزاب الوطنية على مدى العهدتين السابقتين والحالية، والتي أفضت إلى تنصيب لجنة خاصة على مستوى المجلس الشعبي الوطني، مكلفة بصياغة مشروع قانون تجريم الاستعمار. ويؤكد الاتحاد أن هذه المبادرة تجسد مطلباً شعبياً ورسمياً للجزائريين، بوصفها قضية إنسانية جوهرية لا تسقط بالتقادم، ولا تُمحى من الذاكرة الوطنية.

إن تجريم الاستعمار الفرنسي ليس مجرد رد فعل على التطورات الراهنة في العلاقات الثنائية، وإنما هو استحقاق تاريخي وواجب أخلاقي لحماية الحقوق المشروعة للشعب الجزائري، واستذكاراً لتضحيات الأبطال الذين ناضلوا من أجل الحرية والاستقلال. وهو في جوهره خطوة لضمان عدم إفلات أي قوة استعمارية أو احتلالية من المساءلة والعقاب على ما اقترفته من جرائم ضد الإنسانية.

وفي هذا الإطار، يجدد الاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين دعمه لهذه الخطوة التاريخية، ويؤكد أنها تعكس إرادة وطنية جامعة، تهدف إلى ترسيخ العدالة وإحقاق الحق، وفاءً لعهد الشهداء وتخليداً لمآثرهم العظيمة.

الجزائر، 25 مارس 2025

الرئيس: قديري مصباح