آخر الأخبارالرئيسيةمحليات
أخر الأخبار

الإعلام والصم

نحو تواصل يحقق الحق في الصحة

Spread the love

الإعلام والصم
نحو تواصل يحقق الحق في الصحة

تُعد قضية الوصول إلى المعلومات والخدمات الصحية من أهم حقوق الإنسان الأساسية، ولكن لا تزال فئة الصم تعاني من حواجز متعددة في هذا السياق. يعكس الملتقى الوطني الذي نُظم في 27 نوفمبر 2024 بعنوان “وسائل الإعلام، الصم، والحق في الصحة: حلم التواصل الشامل للجميع”، بجامعة الجزائر 3 ، تحت اشراف مديرة مخبر الأمن الصحي البروفيسور عائشة بوكريسة، حيث أشار الملتقى إلى أهمية تسليط الضوء على التحديات التي تواجه هذه الفئة، وضرورة تطوير وسائل الإعلام لتكون أداة شاملة قادرة على ضمان العدالة الاجتماعية.

الفجوة بين الإعلام وذوي الإعاقة السمعية

تُظهر الدراسات المقدمة خلال الملتقى أن الفجوة بين وسائل الإعلام والصم تتجلى في أشكال مختلفة، بدءًا من غياب الترجمة الفورية بلغة الإشارة في البرامج الإخبارية، وصولًا إلى نقص المنصات الرقمية المصممة خصيصًا لتلبية احتياجات هذه الفئة.

على سبيل المثال، تحدث الباحثون عن العوائق التواصلية التي تعيق وصول الصم إلى الخدمات الصحية بشكل شامل، مثل الحواجز اللغوية وانعدام تدريب الطاقم الطبي على التعامل مع هذه الفئة. بالإضافة إلى ذلك، أشار باحثون إلى قلة استخدام الوسائل التكنولوجية المساعدة مثل التطبيقات الذكية التي يمكنها تحسين التواصل بين الصم والمهنيين الصحيين.

الحلول المقترحة

1. تعزيز دور الإعلام: تكييف البرامج الإعلامية لتصبح أكثر شمولية، مثل إدراج لغة الإشارة في جميع البرامج التلفزيونية، وضمان وجود نصوص مكتوبة مصاحبة للمحتوى الصوتي.

2. استخدام التكنولوجيا: تطوير تطبيقات ذكية ومنصات إلكترونية لدعم الصم، مثل تطبيقات الترجمة الفورية بين لغات الإشارة واللغة المنطوقة.

3. التوعية المجتمعية: تنظيم حملات إعلامية تهدف إلى تغيير الصور النمطية تجاه الصم، وتعزيز فهم احتياجاتهم.

4. التدريب المهني: تدريب العاملين في القطاع الصحي والإعلامي على استخدام وسائل الاتصال المناسبة مع الصم لضمان جودة التواصل.

5. السياسات الداعمة: سن تشريعات تُلزم وسائل الإعلام والمؤسسات الصحية بتوفير خدمات شاملة ومتكاملة للصم.

التوصيات التي خرج بها الملتقى الوطني:

توسيع نطاق البحث العلمي حول الإعاقة السمعية وربطها بالإعلام الحديث.

إنشاء هيئة وطنية تُعنى بمتابعة تنفيذ التوصيات الإعلامية المتعلقة بفئة الصم.

تعزيز التعاون بين الجامعات ومؤسسات الإعلام لتطوير محتوى مبتكر يخدم هذه الفئة.

إدماج تعليم لغة الإشارة في المناهج الدراسية لتقليل الفجوة التواصلية مستقبلا.

يمثل تحقيق التواصل الشامل بين وسائل الإعلام وفئة الصم حجر الزاوية لضمان حقوق هذه الفئة في الصحة والتعليم والحياة الكريمة. ومع التطور التكنولوجي والإعلامي، باتت الفرصة سانحة لتجاوز التحديات التي تواجه الصم وتحقيق أحلامهم في تواصل إنساني يضمن لهم كافة حقوقهم. المطلوب اليوم هو التزام جماعي من جميع الجهات المعنية لتحويل هذا الحلم إلى واقع ملموس.

ب . ع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى