آخر الأخبارمحلياتوطنيا

إحياء الذكرى 172 لمعركة الأغواط

جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم

Spread the love

إحياء الذكرى 172 لمعركة الأغواط
جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم

في إطار إحياء الذكرى 172 لمعركة الأغواط، نُظمت يوم الأربعاء 4 ديسمبر 2024 ندوة علمية تحت عنوان: “معركة الأغواط 4 ديسمبر 1852: جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم”. افتتح الفعالية رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، مشيرًا إلى أهمية هذه المناسبة في استحضار المحطات الخالدة من تاريخ النضال الوطني، وتكريم الشهداء الذين ضحّوا بأرواحهم دفاعًا عن الوطن.

أكد رئيس المرصد خلال كلمته على ضرورة إبراز تضحيات النساء والرجال الذين وقفوا في وجه المستعمر منذ لحظة دخوله أرض الجزائر. كما حذر من محاولات طمس الحقائق التاريخية التي يسعى إليها الفكر النيوكولونيالي العالمي، مشيرًا إلى السياسات المزدوجة التي تنتهجها بعض القوى الكبرى في قضايا مثل فلسطين والصحراء الغربية.

دور المجتمع المدني في مواجهة التحديات الراهنة
دعا رئيس المرصد فعاليات المجتمع المدني إلى تعزيز الوعي الوطني، مع مواجهة المغالطات التي قد تنتشر عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة. كما شدد على أهمية التنسيق بين مؤسسات الدولة، والمجتمع المدني، والجامعات لما له من أثر إيجابي على المواطن، ودور هذه الجهود في تقوية الجبهة الداخلية وتعزيز الوحدة الوطنية.

جرائم الاستعمار: شهادة على فظائع الاحتلال

الندوة سلطت الضوء على واحدة من أبشع الجرائم الاستعمارية، وهي محرقة الأغواط التي نفذها الاحتلال الفرنسي بقيادة الجنرال بيليسيي عام 1852، حيث تم استخدام أسلحة كيميائية تمثلت في غاز الكلوروفورم، ما يجعلها أول استخدام موثق للسلاح الكيميائي في التاريخ.

تناولت الأستاذة الحقوقية فاطمة الزهراء بن براهم الجوانب القانونية لهذه الجريمة، داعية إلى ضرورة تصحيح المفاهيم التاريخية والعمل على معركة قانونية تكشف الممارسات الإجرامية للاستعمار الفرنسي. كما قدم الباحث محمد دومير تحليلات معمقة حول البعد الكيميائي لهذه الجريمة، مستعرضًا وثائق تاريخية وشهادات حول شخصية المقاوم البطل الشهيد بن ناصر بن شهرة. وتعهد دومير بمواصلة جهوده البحثية لكشف المزيد من الحقائق.

تميزت الندوة بمداخلات نوعية من أساتذة جامعيين ومتخصصين في التاريخ والقانون الدولي، حيث عُرضت أدلة تاريخية وشهادات حية، مؤكدين أن إحياء هذه الذكرى يعزز الجهود الوطنية في فضح جرائم الاحتلال الفرنسي. كما شدد المشاركون على أهمية العمل الجماعي بين مختلف مكونات المجتمع ومؤسساته الرسمية للتصدي لمحاولات طمس الذاكرة الوطنية.

تهدف هذه المبادرات إلى ترسيخ الوعي بتاريخ الجزائر، وتعزيز الشعور الوطني لدى الأجيال الصاعدة، مع إبقاء الجرائم الاستعمارية حاضرة في الذاكرة الجماعية كوسيلة للتصدي للفكر الاستعماري بأشكاله الحديثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى