غير مصنف

أول نوفمبر الجزائر وطوفان الأقصى فلسطين يتواعدان

Spread the love

لا يحتفل الجزائريون هذه السنة بذكرى الثورة التحريرية الكبرى التي تصادف الفاتح نوفمبر من كل عام، لا تظاهرات تذكر في جو حزن وألم يعيشه الأشقاء الفلسطينيين من جراء العدوان السافر والغاصب جوا وبحرا وبرا، أشلاء متطايرة، مفقودون تحت الركام، جرحى مع نقص فادح في الدواء للعلاج، وأجهزة طبية أيالة للتوقف فيما توقف مستشفى علاج مرضى السرطان اليوم، ومستشفيات أخرى قصفت بعضها كليا وبعضها الاخر جزئيا، والأخرى ستتوقف كليا في ساعات معدودة جراء انعدام الطاقة في القطاع حين منع إدخالها الاحتلال الظالم واللانساني من معبر رفح الذي لا يملك عليه السيادة إلا دولتين هما مصر وفلسطين.

شهر نوفمبر شهر الثورة والبركة أطلق الرصاص على الاحتلال الاستيطاني الفرنسي في تمام ساعة فتحه في كل جهة من جهات الوطن المترامي الأطراف قرابة اثنين مليون ونصف كلومتر مربع، بعد نفاذ الصبر وثبات العزيمة على الجهاد والنصر، وبعد اتفاق الثوريين المخططين لهذا اليوم المبارك انطلقت الثورة مدوية … وليلتها صادفت احتفال المعمرين بعيد الهالوين أين الجميع يحتفل ويلهو والثكنات شبه فارغة من جنودها اللاهين بالاحتفال، أراد الثوار الاشاوس أن يجعلوا من الهالوين حقيقة، فكانت ليلة رعب كاملة زلزلت عسكر العدو بكل رتبه بعدما زلزلت معظم الثكنات على مستوى مختلف الدواوير والمداشر والقرى أخذ الابطال منها ما استطاعوا من السّلاح واتلفوا الكثير من الوثائق الإدارية بإشعال النيران التي شوهد لهيبها وامتد شرارة الثورة الى المدن حيث زلزلت دور الشرطة وأخذ منها ما تمكن من سلاح وقضي على عدد من عناصرها، فكان هالوين بامتياز لا ينساه تاريخ فرنسا بل وحاضرها ومستقبلها أيضا.

أيها الفلسطينيون الابطال تهب رياح نوفمبر فالتقطوها حان الوقت ولا رجوع للوراء في هبة الوغى، وحدتكم تصنعون منها نصركم ونصر أمة عربية، وحدتكم عنوان عزتكم وكرامتكم، وصخر صمودكم، لا تجعلوا للغرب وبني صهيون مكانة بينكم حتى يشتت شملكم، فهنا كان انتصاره وكانت هزيمتكم. حماس وكل فصائل المقاومة وفتح لا يختلفون في ولاءهم للأرض المقدسة ولا في حبهم لحضارة المكان وذكريات الأجداد وأمجادهم، اختلافهم في تصديق الأعداء والوثوق في بد السلام الممدودة وإذ بها يد مغلولة ــ مسمومة، لا أمان فيها. جاءت فرصة اللحمة الوطنية فاستغلوها تبرد نار الغضب والحزن الفلسطيني وتزيده قوة وصلابة في وجه الصهيوني.

لما عزم الشباب الثائر على انشاء حزب سياسي جديد في الجزائر عشية ثورة نوفمبر 1954 كان الجو السياسي الوطني غير مهيئ تماما وتيارات سياسية مختلفة بين الإصلاحي والاندماجي، و الاستقلالي، لكن فكرة الثورة لم تكن قائمة في تخطيطاتها حتى الاستقلالي جعل يؤجل الثورة لوقت لاحق ــ مناسب ـ، الا أن عزيمة فئة قليلة غلبت الفئة الكبيرة، ورغم قناعتها أن في الاتحاد قوتها لكن لم تسطع الانتظار طويلا وحسمت الموقف وأصدرت القرار، لم يستقبله الاخرين بفرح، وراحوا يستصغرونه، لاسيما بعد مضي ثلاث أيام من الانطلاقة لما قبض بوليس العدو الوحشي على أعداد كبيرة من مفجري الثورة ومن ساندهم ليزجوا بهم في غياهب السجون المسحوقة حيث تلونت فيها أشكال التعذيب في عمليات الاستنطاق الجبري…. لكن الثوار واصلوا المقاومة والجهاد لأجل تحرر البلاد، ولم يطيلوا في اقناع هذا وذاك إلى أن كتب القدر أن تلتحم القوى بعد عامين من الزمن… زادت اللحمة في ارادتهم واصرارهم قوة… تحقق النصر وكان الاستقلال برهانا ونتاجا 5 جويلية 1962…
اكمل مقاومتك يا فلسطيني وسيلتحق بركبك الآخر لامحالة وفي بحر نوفمبر الآمان للانطلاقة والاستفاقة لتاتي الاستجابة الربانية وتتوج بالنتيجة النهائية “الحرية”؛ استرجاع الأرض والعرض، لك ولأمة عربية ولإخوانكم من أمة محمد جمعاء، انتم الذين اخترتم السابع أكتوبر يوم طوفان ولعلكم تباركتم بالثاني أكتوبر في فتح صلاح الدين لمدينة القدس،،، وانتم يا حفدة الابطال بأيديكم ستعيدون بهاء القدس وتنشدون البيت لنا والقدس لنا. الأمل باقي ووعد الله فوق الجميع.

المجد والخلود لشهداء بلد المليون ونصف مليون
المجد والخلود لشهداء فلسطين
الشهادة شرف لا ينالها الا من تمكن الايمان من قلبه.
بقلم أ.د/ نبيلة بن يوسف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى