أنقذوا كرامة اللاجئين الصحراويين
في يومهم العالمي… نداء أممي من الجزائر
في رسالة قوية تزامنت مع إحياء اليوم العالمي للاجئين، وجّه مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالجزائر نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي، داعيًا إلى تجسيد تضامن فعلي ودائم مع اللاجئين الصحراويين، الذين يعيشون منذ قرابة نصف قرن في مخيمات اللجوء الخمسة بمنطقة تندوف جنوب غربي الجزائر.
الرسالة التي حملت نبرة صريحة ومباشرة، شددت على أن قضية اللاجئين الصحراويين تمثل “واحدة من أطول حالات النزوح وأكثرها تهميشًا في العالم”، داعية إلى تجاوز مرحلة التعاطف الخطابي نحو “إجراءات ملموسة تضمن لهؤلاء اللاجئين الحق في حياة كريمة وآمنة”. وقد اختير شعار هذا العام ليكون: “التضامن مع اللاجئين”، في إشارة إلى أهمية الانتقال من الشعارات إلى الواقع.
وبالرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة الجزائرية، ومساهمة 28 شريكًا إنسانيًا ضمن خطة الاستجابة المشتركة (SRRP)، إلا أن حجم الدعم لا يزال دون المطلوب بكثير. إذ لم يُجمع حتى الآن سوى 34% فقط من إجمالي 103.9 مليون دولار، وهو المبلغ الذي تحتاجه المفوضية لتأمين الاحتياجات الإنسانية الأساسية للاجئين الصحراويين خلال العام 2025.
وفي هذا السياق، صرّح ممثل المفوضية في الجزائر، السيد أليستير آلان بولتون، قائلاً:
“التضامن الحقيقي لا يُقاس بالنوايا، بل بما يُنجز على الأرض من دعم ملموس، يسمح بتأمين متطلبات الحياة الكريمة لمجتمع يعيش حالة لجوء قسرية منذ أجيال.”
وقد اختتمت المفوضية بيانها بالتعبير عن امتنانها العميق للدولة الجزائرية شعبًا وحكومة، إلى جانب كافة المانحين من مؤسسات وأفراد، نظير دعمهم المستمر لهذه القضية الإنسانية المنسية، مؤكدة أن استمرار هذا الدعم يشكل حجر الأساس لأي أفق إنساني قابل للتحقق في هذه المنطقة المنسية من العالم.
ويُعد نداء المفوضية هذا بمثابة تذكير عالمي بأن مأساة اللجوء الصحراوي لا يجب أن تبقى رهينة الصمت الدولي، بل هي اختبار حقيقي لمدى صدق القيم الإنسانية المشتركة، ولقوة الضمير العالمي أمام واحدة من أقدم قضايا اللاجئين في العصر الحديث.