آخر الأخباردوليامتفرقات
أخر الأخبار

أنغولا وناميبيا تطلقان مشروع “ترانس-كونيني”

خطوة حاسمة نحو الاندماج الإقليمي

Spread the love

أنغولا وناميبيا تطلقان مشروع “ترانس-كونيني”: خطوة حاسمة نحو الاندماج الإقليمي

في إفريقيا التي تراهن أكثر فأكثر على التكامل الإقليمي وتطوير شبكات النقل، أعلنت كل من أنغولا وناميبيا عن مشروع استراتيجي طموح يتمثل في توسعة الممر الحديدي “ترانس-كونيني”، في مشروع تبلغ قيمته 700 مليون دولار، ويهدف إلى تنشيط المبادلات التجارية، وتيسير حركة الأشخاص، وتعزيز الوحدة الاستراتيجية في إطار مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية (SADC).

يُشرف على تنفيذ المشروع شركة GBD الناميبية بالشراكة مع السلطات الأنغولية، ويتضمن إنشاء 400 كلم من السكك الحديدية تربط مدينة لوبانغو الأنغولية بحدود كونيني، إلى جانب تحديث محور لوبانغو-موساميدس وصولاً إلى ميناء ناميبي المطل على المحيط الأطلسي.

ويتمثل الهدف في تحويل هذا الربط إلى ممر حديدي متعدد الوسائط، قادر على استيعاب نقل البضائع بكثافة، وفتح الأسواق البحرية أمام أنغولا والدول المجاورة غير الساحلية، وتعزيز التنقل الإقليمي.

لا يقتصر “ترانس-كونيني” على التعاون الثنائي، بل يندرج في إطار مسعى إفريقي أشمل لربط الشبكات الحديدية، بما يتماشى مع أهداف منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAf). وبالنسبة لناميبيا، التي ترتبط بالفعل بخط سككي يصل إلى أوشيكانغو عند الحدود مع أنغولا، تمثل هذه التوسعة فرصة لزيادة صادراتها واستقطاب استثمارات لوجستية ضخمة.

أما بالنسبة لأنغولا، فيُعد المشروع أداة لفك العزلة عن مقاطعاتها الجنوبية، وتعزيز موقع ميناء ناميبي كمحور إقليمي ينافس الموانئ الجنوب إفريقية والموزمبيقية.

تشير التقديرات إلى أن المشروع سيوفر آلاف فرص العمل خلال مرحلتي البناء والتشغيل، إلى جانب تنشيط الاقتصادات المحلية. كما أن تحسين الوصول إلى الأسواق وتقليص تكاليف النقل سيشكلان حافزًا لريادة الأعمال العابرة للحدود، لاسيما في القطاعين الزراعي والتعديني.

ورغم الزخم الإيجابي، حذّر بعض المحللين من مخاطر التبعية المالية للخارج، داعين إلى شفافية أكبر في الحوكمة وضمان استدامة المشروع.

مشروع “ترانس-كونيني” ليس مجرد بنية تحتية، بل هو تجسيد لرؤية قارية: إفريقيا موصولة ببعضها البعض، تقودها إرادة التعاون بين دول ذات سيادة ومصالح متقاربة. في زمن تبرز فيه الحاجة إلى تعزيز سلاسل القيمة الإقليمية وتكييف سياسات التنمية مع الواقع المحلي، يمثل هذا الربط السككي علامة على إفريقيا تتحرك بثبات نحو المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى