لا تزال آلة الحرب الصهيونية تواصل عدوانها الدموي على قطاع غزة، في سياق ما وصفته السلطات الفلسطينية بـ”العدوان الإبادي”، الذي أودى منذ السابع من أكتوبر 2023 بحياة ما لا يقل عن 57,268 شهيدًا، إضافة إلى إصابة 135,625 آخرين، وفقًا لما أعلنت عنه وزارة الصحة الفلسطينية، يوم الجمعة.
وبحسب البيانات الرسمية ذاتها، شهدت الساعات الأربع والعشرون الأخيرة تصعيدًا بالغ الخطورة، حيث استقبلت مستشفيات غزة 138 جثمانًا و452 جريحًا، جراء القصف المتواصل والغارات الجوية التي تستهدف الأحياء السكنية دون هوادة.
ومنذ استئناف قوات الاحتلال هجماتها في 18 مارس الماضي، في خرق صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير، سُجّل سقوط 6,710 شهداء جدد، بالإضافة إلى 23,584 جريحًا، وسط استمرار انتشال الضحايا من تحت الأنقاض، ما يعكس حجم الدمار وفظاعة الجرائم المرتكبة بحق المدنيين العزل.
ولم تتوقف الاعتداءات عند حدود القصف، بل امتدت لتطال نقاط توزيع المساعدات الإنسانية، حيث وثّقت وزارة الصحة استشهاد 62 مدنيًا وإصابة أكثر من 300 آخرين خلال 24 ساعة فقط، أثناء انتظارهم للحصول على الغذاء والإغاثة. ومع تكرار هذه الجرائم، ارتفع إجمالي ضحايا الاستهداف المباشر لمراكز التوزيع إلى 714 شهيدًا و4,837 جريحًا.
وتعيش غزة على وقع كارثة إنسانية غير مسبوقة، تزداد تفاقمًا منذ أكثر من خمسة عشر شهرًا من العدوان المتواصل. ورغم إعلان هدنة في يناير الماضي، أعادت قوات الاحتلال إطلاق عملياتها العسكرية منتصف مارس، مفاقمة معاناة السكان في القطاع المحاصر.
ويواجه القطاع الصحي أوضاعًا كارثية، في ظل انهيار المستشفيات وعجزها عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الضحايا، وسط نقص حاد في الأدوية والمعدات. وفي المقابل، تواصل المنظمات الإنسانية رفع نداءات الاستغاثة، محذّرة من الانهيار الكامل للمنظومة الصحية، في وقت لا تزال فيه الاستجابة الدولية عاجزة عن كبح جماح العدوان ووقف نزيف الدم الفلسطيني.
