
المغرب: مأساة جديدة في فاس تسفر عن تسعة قتلى… مدن تنهار في صمت ومملكة مأزومة عمرانيًا
تكررت المأساة من جديد. فقد لقي تسعة أشخاص حتفهم، وأصيب سبعة آخرون بجروح، بعضهم في حالة حرجة، في انهيار مبنى سكني ليلة الخميس إلى الجمعة، بحي الحسني الشعبي في مدينة فاس شمال المغرب.
وبحسب مصادر محلية نقلتها وسائل الإعلام، فإن المبنى كان مصنفًا ضمن قائمة البنايات الآيلة للسقوط، وقد صدر بشأنه أمر رسمي بالإخلاء. إلا أن السكان ظلوا يقيمون فيه، بسبب غياب بدائل سكنية تتيح لهم الرحيل بأمان وكرامة.
هذه الفاجعة تعيد إلى الأذهان سلسلة من الكوارث المماثلة التي شهدها المغرب في السنوات الأخيرة. ففي فبراير 2024، توفي خمسة أشخاص في انهيار منزل بالمدينة العتيقة في فاس، كما شهدت مراكش والدار البيضاء في عام 2016 حوادث مشابهة، راح ضحيتها أطفال وعائلات بأكملها.
أزمة هيكلية في عمق النموذج الحضري المغربي
بعيدًا عن الحزن والأسى، تكشف هذه الانهيارات المتكررة عن أزمة هيكلية عميقة يعيشها النسيج العمراني المغربي، لا سيما في الأحياء الشعبية التي تعاني من غياب فعلي للسياسات العامة أو من فشلها الذريع. فبينما تتزايد التحذيرات، لا تزال الكوارث تتوالى، دون أن يُباشَر بإصلاح جذري للنموذج الحضري في البلاد.
وفي بلد يتباهى نظامه الحاكم بمشاريع ضخمة وواجهات حضرية براقة، تأتي وفيات فاس المجهولة لتكشف الحقيقة المرة: المغرب الرسمي لم يُوفّر بعد الحدّ الأدنى من الكرامة السكنية لجميع مواطنيه.
كتابة: مايا ب
ترجمة أنيسة براهنة