
الجزائر وسلوفينيا ترسمان جسور المستقبل الأكاديمي والعلمي
في خطوة جديدة تعكس انفتاح الجزائر على تعزيز علاقاتها الدولية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، تم اليوم بمقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، التوقيع على مذكرة تفاهم بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وجمهورية سلوفينيا، تهدف إلى تطوير التعاون الأكاديمي والعلمي بين البلدين. وجرت مراسم التوقيع بالعاصمة الجزائرية، بحضور مسؤولين من وزارتي التعليم العالي من الجانبين، وسفراء وممثلين عن مؤسسات جامعية ومراكز بحثية، في أجواء رسمية تعكس الرغبة المشتركة في بناء شراكات نوعية ومستدامة.
وقد عبّر وزير التعليم العالي والعلوم السلوفيني في كلمته بالمناسبة عن سعادته الكبيرة بزيارة الجزائر لأول مرة، مؤكدًا أن هذا اللقاء يحمل رمزية خاصة بالنسبة له، باعتباره بداية لانفتاح سلوفينيا على بلد محوري في شمال إفريقيا. كما أشار إلى أن هذه الزيارة تمثل فرصة ثمينة لدراسة إمكانيات التعاون الأوسع مع الجزائر، ليس فقط في مجال التعليم العالي، بل أيضًا في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار. وأضاف أن بلاده منفتحة على تبادل الخبرات وتطوير شراكات متعددة الأبعاد مع المؤسسات الجزائرية، بما يعزز مكانة البلدين في ساحة البحث العلمي الأوروبية والمتوسطية.
وتسعى مذكرة التفاهم إلى تشجيع تبادل الأساتذة والطلبة والباحثين، وتطوير مشاريع بحثية مشتركة، وتنظيم تظاهرات علمية وأكاديمية ثنائية، إضافة إلى دعم برامج التكوين المشترك على مستوى الدراسات العليا، وخاصة في درجتي الماستر والدكتوراه. كما تُشكل هذه الاتفاقية لبنة جديدة في سياسة الانفتاح والتدويل التي تنتهجها الجزائر، في ظل سعيها لرفع جودة التكوين وربط الجامعة الجزائرية بالتحولات العالمية.
ولا تقتصر أهمية هذه الخطوة على بعدها الأكاديمي فقط، بل تحمل أيضًا دلالة سياسية واضحة على رغبة الجزائر في تنويع شركائها الأوروبيين بعيدًا عن التمركز التقليدي حول قوى محددة، مما يعكس دينامية دبلوماسية جديدة تقوم على التوازن والندية والمصلحة المتبادلة. وفي المقابل، ترى سلوفينيا في الجزائر شريكًا إفريقيًا استراتيجيًا يمكن أن يساهم في تعزيز علاقاتها جنوب المتوسط عبر بوابة العلم والمعرفة.
إن توقيع هذه المذكرة لا يمثل مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل هو إعلان نوايا جادة لبناء تعاون متين ومستدام بين شعبين يجمعهما الطموح لبناء المستقبل على أسس من التفاهم والتكامل والاحترام. وستكون هذه الخطوة، دون شك، منطلقًا لشراكات أكاديمية أكثر عمقًا، تسهم في إثراء المشهد العلمي وخلق جسور تواصل حقيقي بين مؤسسات التعليم العالي في الجزائر وسلوفينيا.
هذه الخطوة تعكس رغبة الجزائر في تعزيز علاقاتها الدولية وتنويع شركائها الأوروبيين، مما يعزز مكانة البلاد في الساحة العالمية.
التعاون الأكاديمي والعلمي بين الجزائر وسلوفينيا سيفتح آفاقًا جديدة لتبادل الخبرات وتطوير المشاريع البحثية المشتركة.