الجزائر تُحاكم صمت العالم
في مواجهة التصعيد الدموي الخطير في قطاع غزة، وجّهت الجزائر نداءً حازمًا إلى المجتمع الدولي من على منبر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مطالبة بتحرك عاجل لوقف ما وصفته بـ”جرائم الحرب” التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين.
السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة، عمّار بن جامع، شدّد في خطاب مؤثر ألقاه بنيويورك على أن الجزائر “تتحمل مسؤولياتها كاملة وتقف في الصف الأول لدفع هذا المجلس إلى اتخاذ موقف واضح”، مؤكداً أن “زمن أنصاف الحلول قد ولّى”.
وذكّر بن جامع بأن عدد ضحايا العدوان على غزة منذ 7 أكتوبر 2023 تجاوز 54 ألف شهيد و123 ألف جريح، مشيراً إلى أن الفترة منذ 18 مارس وحدها شهدت مقتل أكثر من 3900 شخص، بينهم آلاف الأطفال.
وفي نبرة امتزج فيها الغضب بالحزن، قال: “هؤلاء ليسوا أرقامًا… إنهم أرواح تحطمت، وابتسامات اندثرت، وطفولات أُبيدت”. واستشهد السفير بشهادة مفجعة لطبيبة أطفال فقدت أبناءها التسعة في ضربة جوية، ليكشف بذلك فداحة المأساة الإنسانية التي يعانيها الفلسطينيون.
وحمّل بن جامع المجتمع الدولي مسؤولية التخاذل، معتبراً أن الصمت والتواطؤ قد سهّلا استباحة الحقوق الفلسطينية. وذكّر بأن حلم الدولة الفلسطينية لا يزال معلقًا بعد أكثر من ثلاثين سنة على توقيع اتفاقيات أوسلو.
وفي انسجام تام مع الموقف التاريخي للجزائر الداعم للقضايا العادلة، استحضر السفير خطاب الرئيس عبد المجيد تبون الذي دعا إلى “إنهاء الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني” وضرورة إعادة إحياء مسار السلام الذي دخل في غيبوبة.
وختمت الجزائر تدخلها بالتأكيد على أن الحق في الحياة والكرامة والسيادة ليس محل تفاوض، وأن أي سلام دائم في الشرق الأوسط لن يتحقق دون عدالة حقيقية تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه الكاملة وغير المنقوصة.
الزئبق المتمرد
