
العصر الجاهلي هي الفترة التي سبقت بعثة الرسول – صلى الله عليه و سلم – و التي عاش فيها العرب.
تشتمل الحياة العقلية عند العرب في العصر الجاهلي على العديد من المظاهر و المتمثلة في اللغة ، الأمثال ، الشعر ، القصص ،و غيرها ، حيث تعد اللغة مظهرا من مظاهر العقل ، فهي متوارثة من جيل لآخر ، رغم التغيرات التي تطرأ عليها ، أما الأمثال فهي عبارة عن جمل قصيرة ، تدل على تجارب كبيرة أو قصص طويلة ، التي تمكن الإنسان من معرفة أخلاق و عادات كل أمة ، و تكون أصدق دلالة من الشعر ، و على سبيل المثال ( أجود من حاتم ) الذي كان مضرب المثل على السنة العرب في الجود و الكرم ، حيث كان اسمه يسري في كل لسان عربي ، و أكثر ما ميز به العرب في العصر الجاهلي هو الشعر ، حيث أنتجوا العديد من النصوص الشعرية المتميزة ، و التي لا زالت تدرس إلى يومنا هذا في الجامعات و المدارس ، و باحتلاله مكانة راقية و مقدسة في المجتمع ، كان إذا ظهر شاعر في قبيلة ما ، أتت القبائل الأخرى تهنئها بذلك ، وهذا دليل قاطع على اهتمامهم بالشعر ، رغم حرصهم على تعليم أطفالهم الشعر ، و بجعلهم حافظين لأشعار قبيلتهم ،و كان من بين هؤلاء الشعراء عنترة بن شداد ، إذ يقل بأحد أبياته و هو يصف صفة بارزة و مهمة عندهم (الفروسية) :
و الخيل تعلم و الفوارس أنني فرقت جمعهم بطعنة فيصل
أما القصص و التي شاعت عند العرب الجاهليين ، حيث يستمعون إليها لأخذ العبرة و العظة فيها ، و كان على تاجها قصص الملوك و الأبطال و كذا قصص أسياد القبائل التي تروي مشقات السفر و المصاعب التي كان المسافرون يواجهونها في سفرهم ، و تظهر مواقفهم الشجاعة التي يستحق القص عنها و التي تحمل معنى الصبر و توديع الضعف و الجبن . لذا فمظاهر الحياة العقلية عند العرب في الجاهلية تاج على رؤوسنا تروي عن أجدادنا ، و تظهر لنا معنى الحياة القاسية و التمسك بالشجاعة ، و بروز قيمة الشعر و المثل .